الإثنين 20 مايو / مايو 2024

السويد تجتاز العقبة التركية في الناتو.. ما تأثير ذلك على حرب أوكرانيا؟

السويد تجتاز العقبة التركية في الناتو.. ما تأثير ذلك على حرب أوكرانيا؟

Changed

حلقة برنامج "للخبر بقية" عن مآلات توسع حلف "الناتو" (الصورة: غيتي)
يناقش "العربي" أبرز قرارات قمة "الناتو" في ليتوانيا، ودلالات موافقة تركيا على انضمام السويد للحلف وتأثير عضويتها على مسار الحرب في أوكرانيا.

في خطوة جديدة نحو العسكرة في أوروبا، نزعت السويد معطف الحياد السلمي وذهبت مسرعةً نحو باب حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، بعد أن تخلى الأتراك عن حقّ النقض ضدّ الانضمام.

وتمّت الانفراجات السويدية عقب محادثات بين الزعيمين التركي والسويدي بوساطة الأمين العام لحلف "الناتو" استمرّت لساعات عشية انعقاد قمة الحلف في العاصمة الليتوانية.

مكاسب تركيا

الأخبار المفرحة للسويد، لم تكن لتتم لولا حصول الأتراك بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان على مجموعة ملحّة من المصالح الأمنية والاقتصادية في آنٍ واحد.

وأبرز هذه المصالح، اتخاذ ستوكهولم سياسة أشدّ صرامةً مع المسلحين الأكراد على أراضيها، وأن ترفع واشنطن "فيتو" الكونغرس عن بيع طائرات "إف – 16" لأنقرة.

هذا فضلًا، عن التحقيق فيما يتعلق بالطموحات التركية نحو السفر بدون تأشيرة داخل الاتحاد الأوروبي.

تهديد روسي واستياء أوكراني

في المقابل، توعّد الكرملين خطوات توسيع "الناتو"، معتبرًا مساعي انضمام أوكرانيا تهديدًا لموسكو، قائلًا إنه يتطلب ردّ فعلٍ سريع.

وفي مواجهة حالة الاستياء في كييف، يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسعاه الدؤوب لإثبات كفاءة بلاده.

فقد أشار زيلينسكي في خطاب ألقاه في فيلنيوس، إلى أن بلاده ستجعل "الناتو" أقوى في وقت ردّ فيه بيان قمة حلف شمال الأطلسي على ذلك أن مستقبل أوكرانيا هو في "الناتو".

وتابع الحلف أن اندماج أوكرانيا الأوروبي – الأطلسي تجاوز الحاجة إلى خطة عمل العضوية، ولكن من دون تحديد موعد ذلك، مستدركًا أن توجيه دعوةٍ لكييف للانضمام إلى الحلف متعلقٌ بموافقة الأعضاء، واصطفاء الشروط.

زعماء "الناتو" في صورة تذكارية بقمة فيلنيوس - غيتي
زعماء "الناتو" في صورة تذكارية بقمة فيلنيوس - غيتي

حسابات "الناتو"

متابعةً لهذا الملف، يرى دونالد جينسن مدير برنامج روسيا وأوروبا في معهد الولايات المتحدة للسلام، أنه على الرغم من خيبة أمل زيلينسكي إلا أن البلاغ النهائي هو المضي قدمًا، والمباشرة في خطة عمل تتضمن وعدًا مكتوبًا لانضمام بلاده.

ويضيف جينسن في حديث مع "العربي" من واشنطن: "الجميع حصل ما يريده، وهذه خطوة قوية إلى الأمام تضمن أمن أوكرانيا وهي مؤشر جيد للمستقبل، فلا شك أن أوكرانيا ستصبح عضوًا في الناتو وهذا أكبر مؤشر لفشل السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

فبحسب مدير برنامج روسيا وأوروبا في معهد الولايات المتحدة للسلام، أطلق بوتين هذه الحرب لمنع التوسع نحو أوروبا واليوم يواجه نكسة كبيرة بتعزيز حلف شمال الأطلسي، وحتى من خلال ميل الأتراك أكثر نحو الغرب.

السياسات الروسية

في المقابل، يقول الأكاديمي والباحث السياسي من موسكو غيفورك ميرزيان إن روسيا تعتبر حربها في أوكرانيا عادلة وهي تحرر أراضٍ روسية، وإذا كان هناك دول تريد أن تضر نفسها بالانضمام إلى "الناتو" فهذا شأنها.

وعما إذا كانت السياسات الروسية "الخاطئة" هي التي فتحت شهية الدول للانضمام إلى "الناتو" يذكّر ميرزيان أنه قبل الحرب بأوكرانيا أظهر الاستفتاء العام في السويد أن 50% من السكان لم يرغبوا في انضمام بلادهم إلى "الناتو"، كما كان معظم الساسة لا يرون من المناسب الانضمام الرسمي إلى الحلف، وهدم العلاقات الروسية السويدية، دون مكاسب في المقابل على حدّ تعبيره.

ويتابع الأكاديمي: "ولكن بعدما بدأت الحرب في أوكرانيا، مارست أميركا مع آخرين ضغوطًا على الحكومة السويدية للانضمام إلى الناتو، لأن فنلندا لم تكن تريد الانضمام إلى الحلف بدون السويد، بسبب العلاقة العسكرية القوية بين البلدين".

السياقات التركية

أما عن السياقات التي أدت إلى موافقة تركيا على إحالة ملف السويد إلى البرلمان، يتحدث جنكيز تومار الأستاذ في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة مرمرة عن أنه نتيجة خلافات لسنوات مع الغرب في مواضيع عدّة مثل سوريا والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عدّة، تقربت أنقرة أكثر من موسكو.

ولكن الآن، أصبحت التطورات على الساحة الدولية تشكل فرصة لتركيا للتقارب من جديد مع أوروبا والغرب وفي الوقت نفسه المحافظة على علاقة جيدة مع روسيا، لا سيما في ظل وجود أزمة اقتصادية داخلية وفق تومار.

ويردف تومار من اسطنبول: "استعملت تركيا ورقة السويد كي تعزز وجودها داخل الناتو وتحقيق مكاسب مهمة لها، وتحسين العلاقات مع أميركا والغرب بشكل عام. وذلك من خلال صفقة المقاتلات الأميركية وانضمام أنقرة إلى السوق الأوروبية".

فيبرر الأستاذ في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة مرمرة، أن العلاقات الدولية مبنية على المصالح، و"اليوم تركيا تفوز سواء من خلال العلاقة مع روسيا أو مع أوروبا والغرب، فقد حافظت على علاقة جيدة مع جميع الأطراف وهذه لعبة جيدة جدًا لها".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close