الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

المدير والموظف.. علاقة تفسدها الكيمياء وأشياء أخرى

المدير والموظف.. علاقة تفسدها الكيمياء وأشياء أخرى

Changed

يؤكد بشارات أن المدير قد يكره موظفًا في مكان عمله بالفعل - غيتي
يؤكد بشارات أن المدير قد يكره موظفًا في مكان عمله بالفعل - غيتي
يحدث أن يكره المدير موظفًا في مكان العمل، لأسباب مختلفة منها ما يرتبط بكليهما، أو بالكيمياء التي تغيب فتفسد العلاقة بين الطرفين.

تساعد بيئة العمل الداعمة الموظف على القيام بمهامه، وتوفّر من حوله الأجواء المناسبة لأداء واجباته وتطوير قدراته.

من أساسيات تلك البيئة العلاقات التي تنشأ بين العاملين على اختلاف مستوياتهم. فهي تُبنى على الثقة والالتزام، وتعزّز التواصل اليومي، وتجعل من آليات العمل والإنتاج أكثر مرونة وفاعلية.

إحدى تلك العلاقات تجمع الموظف ورئيسه، ولا ينعكس بناؤها بشكل صحي وبجهود مشتركة، على نجاح الشركة فحسب، بل أيضًا على جودة السياسات والتغذية المرتجعة وثقافة العمل، بحسب ما يورد موقع "فوربس". 

لكن ماذا لو شعر أحد الموظفين أن مديره يكرهه؟ هل انطباعه واقعي، وهل لتلك المشاعر السلبية ما يبررها؟

"كيمياء" وأشياء أخرى

في معرض الإجابة على هذه التساؤلات، يؤكد الخبير والمستشار في مجال التنمية البشرية والتدريب القيادي محمد بشارات أن المدير قد يكره موظفًا في مكان عمله بالفعل. 

ويوضح في حديث أرشيفي إلى "العربي" من رام الله، أن الأسباب قد تتعلق بشخصية المدير نفسه، إذ يحصل أن يغار من موظف مميز يخشى أن يكون أفضل منه.

ويلفت إلى أن غياب "الكيمياء" والانسجام يوجد أيضًا مثل هذه المشاعر، دون أن تنطلق في دوافعها من أي أسباب مباشرة.

ثقال الظل وفضوليون

إلى ذلك، يوضح بشارات أن المدير قد يكره الموظف غير المكترث، وذاك الذي يتأخر عن عمله بصورة متكررة، ولا يتفاعل مع بيئته المحيطة. 

ويردف بأن المشاعر تلك قد تطال أيضًا أشخاصًا يصح وصفهم بـ"ثقال الظل"، يبالغون في أفكارهم وأحاديثهم، والفضوليين جدًا الذين يتدخلون بما لا علاقة لهم به. 

وعن أولئك الذين يسعون إلى إقامة علاقة اجتماعية مع المدير دون مراعاة الحدود في العلاقة والألقاب، يقول إن تصرفاتهم تضعهم في "دائرة الكراهية"، شارحًا أن المدير يمقت هذا التعدي على الصلاحيات وتجاوز "إيتيكيت" التواصل.

مؤشرات على الكراهية

يوجز بشارات الأمر بالقول إن المدير يكره أحيانًا الموظف لأسباب تتعلق بمظهره أو أسلوبه، ويعبر عن ذلك لفظيًا أو من خلال لغة جسده. 

ومما يدرجه في إطار لغة الجسد الحركات التي تُظهر التأفف والامتعاض، وتجنب التواصل المباشر لفظيًا أو عبر العيون، على غرار عدم النظر إلى الموظف خلال الاجتماعات.

ويقول إن من السلوكيات التي يعتمدها المدير عندما يكره أحد الموظفين الامتناع عن إشراكه في مهام عمل جديدة وإسناد المهام الخاصة به إلى الآخرين، وعدم التفاعل مع أفكاره ومقترحاته، بمقابل إسناد مهام يكرهها أو لا يجيدها إليه.

ويردف بأن المدير قد يظهر أيضًا عدم الاحترام للموظف من خلال مناداته بصوت عال هو أقرب إلى الصراخ، أو دون استخدام لقبه.

هل من حلول لمعالجة الأمر؟

يقدم بشارات للموظف مجموعة نصائح تساعده على ردم الهوة وإصلاح الخلل في العلاقة مع المدير، من دون أن تأتي على حساب كرامته.

ومما يورده، وجوب احترام المدير ومكانته ومقامه، والابتعاد عما يزعجه والبحث عما يعزز العلاقة معه، وعدم الدخول في نقاشات سلبية ومدمرة معه. كما يلفت إلى أهمية المشاركة بالحوارات الإيجابية والفاعلة بأسلوب واضح ومبسط.

من الصعب أن يكون الموظف ناجحًا عندما لا يكون رئيسه في العمل من أكبر المدافعين عنه - غيتي
من الصعب أن يكون الموظف ناجحًا عندما لا يكون رئيسه في العمل من أكبر المدافعين عنه - غيتي

نقاط مشتركة ومبادرات

في السياق نفسه، ينقل موقع "سي ان ان" عن مدربة الأفراد والفرق في المؤسسات دانا براونلي تأكيدها على تأثير علاقة الموظف مع مديره على مسار حياته المهنية.

وفيما ترى أن "من الصعب أن يكون الموظف ناجحًا عندما لا يكون رئيسه في العمل من أكبر المدافعين عنه، تشرح أن بناء علاقة جيدة مع المدير قد يستغرق بعض الوقت، لا سيما إذا كان الموظف يحاول إصلاح علاقة تالفة. وتدعو إلى منح الأمر بعض الوقت ومحاولة السماح بأن يحدث الأمر بشكل طبيعي.

وتشير إلى أهمية البحث عن النقاط المشتركة الحقيقية للتواصل، موضحة أن الناس ينجذبون إلى الأشخاص الذين لديهم الحماس نفسه تجاه الأشياء التي يهتمون بها. 

وتنصح بالمبادرة على الصعيد المهني، حيث توصي على سبيل المثال بإرسال الموظف أفكارًا حول كيفية تقديمه المساعدة عندما يذكر المدير مشروعًا كبيرًا في أحد الاجتماعات. 

وتشرح أن هذه الخطوة التي تخفف الضغوط عن كاهل المدير، تحدث فرقًا كبيرًا في علاقته بالموظف.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close