الجمعة 17 مايو / مايو 2024

بينها المرحاض المتدفق.. هذه الاكتشافات أقدم بكثير ممّا تظنّون

بينها المرحاض المتدفق.. هذه الاكتشافات أقدم بكثير ممّا تظنّون

Changed

يزخر العالم الحديث باكتشافات قد يكون تاريخها أقدم مما نعرف
يزخر العالم الحديث باكتشافات قد يكون تاريخها أقدم مما نعرف- غيتي
من الكرسي القابل للطي، إلى المرحاض المتدفق، مرورًا بعمليات البتر، تتفاوت الاكتشافات التي يظنّ البعض أنها حديثة، في حين أنّ أصولها قديمة العهد.

يثابر علماء التاريخ على تحديد عمر بعض الاكتشافات أو الممارسات، لتظهر الفجوة بين الاعتقادات الشائعة والحقيقة، بدليل أنّ بعض الاكتشافات "أقدم بكثير" ممّا نظنّ ونعتقد.

ففي حين تبدو بعض الاكتشافات حديثة العهد، وجد المؤرخون أنّ الحقيقة معاكسة، وأنها قديمة جدًا، بل إنّ بعضها يعود تاريخه إلى قرون مضت، ما يلقي الضوء على الأخطاء التي ارتكبها المؤرخون في الماضي.

فما هي أبرز هذه الاكتشافات؟ وماذا نعرف عن تاريخها؟

اكتشافات أقدم بكثير ممّا نعتقد

من الكرسي القابل للطي، إلى المرحاض المتدفق، مرورًا بعمليات البتر، تتفاوت الاكتشافات التي يظنّ البعض أنها حديثة، في حين أنّ أصولها قديمة العهد.

وفي هذا السياق، يرصد موقع "ليست فيرس" (listverse.com) أفضل الاكتشافات ذات الأصول القديمة.

1. الكرسي القابل للطي

لا يوجد كتاب تاريخ واحد يظهر فيه رائد أو رئيس قديم يجلس على كرسي قابل للطيّ. لكن في عام 2022، فتح علماء الآثار في بافاريا قبر امرأة من العصور الوسطى ووجدوا مثل هذا المقعد عند قدميها.

تمّ تحديد تأريخ الكرسي في حوالي 600 ميلادي، وكان مقاسها حوالي 45 × 70 سنتيمترًا. واعتُبر الاكتشاف نادرًا وفريدًا. ولاحقًا، تمّ العثور على قطع مماثلة في 29 موقعًا في جميع أنحاء أوروبا، وتحديدًا في مقابر من العصور الوسطى المبكرة.

وفي هذا الإطار، يعتقد الباحثون أنّ الكراسي القابلة للطي كانت رمزًا للمكانة بين النخبة والأقوياء في الماضي. وتم دعم هذه النظرية بعد العثور على مقتنيات فاخرة في قبر المرأة البافارية، من مجوهرات ثمينة.

2. أقدم حجر صخري

عام 2021، سحب علماء الآثار حجرًا صخريًا من قبر في النرويج، بدا مختلفًا عن الحجارة التي عُثر عليها في السابق. وكان لوح الحجر الرملي الذي يبلغ مقاسه 30 × 30 سنتيمترًا، يحتوي على أحرف رونية منحوتة منذ ما قبل 2000 عام، في حين أنّ الأحرف الرونية القديمة موجودة على مواد أخرى.

وأدى الاكتشاف المثير، الذي يندرج ضمن المحاولات الأولى "للكتابة" بالرونية في الدول الاسكندنافية، إلى تراجع التقاليد الرونية في المنطقة لبضعة قرون. ويأمل الباحثون أنه في يوم من الأيام يمكن أن يلقي الضوء على التطور المبكر للرونية (التي لا تزال غير معروفة إلى حد كبير).

لم يتم فك رموز الخربشات الغامضة. ولكن من المثير للاهتمام، أنه عند تحويلها إلى أحرف رومانية، تبيّن أنّ ثمانية من الأحرف الرونية تتهجى "idiberug". يمكن قراءة هذا على أنه من أجل "Idibera". وعلى الرغم من أن معنى الكلمة غير واضح، فقد يكون اسم شخص أو عائلة.

3. المرحاض المتدفّق

عام 2022، عثر الباحثون في أنقاض قصر قديم يقع في مدينة يوييانغ في مقاطعة شنشي الصينية، على مرحاض متدفّق قديم، وهو أمر لم يكن متوقعًا تمامًا.

ووفقًا لكتب التاريخ، تمّ اختراع المرحاض المتدفّق في إنكلترا الفيكتورية. لكن الحمام الصيني كان أقدم بكثير، حيث يرجع تاريخه إلى ما بين 2200 و2400 عام. وهذا يجعله أقدم مرحاض تم اكتشافه على الإطلاق. وكان التصميم متقدمًا جدًا بالنسبة لوقته ويتألف من وعاء، وبعض الأجزاء المكسورة، وأنبوب يتم تغذيته من حفرة خارجية.

4. أخاديد الري

أخاديد الري، هي أنظمة هيدروليكية زراعية لا تزال قيد الاستخدام حتى اليوم. وتمّ وضع هذه الهياكل الصخرية على طول ضفة النهر للتحكّم في تدفّق الطمي والماء.

ولفترة طويلة، اعتقد الخبراء أنّ الأخاديد اختُرعت قبل قرنين من الزمان، ولكن عام 2023، تم اكتشاف أخاديد على طول نهر النيل في السودان عمرها 3300 عام. وهذا أقدم بحوالي 2500 عام من حاملي الأرقام القياسية السابقة من النهر الأصفر في الصين.

وكشفت الدراسة أنّ المئات من الأخاديد لا تزال موجودة في السودان، وبعضها مدفون تحت الرمال أو مغمور في النيل. وبناءً على حجمها وشكلها واتجاهها، يعتقد الباحثون أنّها متعدّدة الأغراض. واستخدم المزارعون النوبيون هذه الأنظمة لصيد الطمي الخصب، ومنع تآكل السدود، وري المحاصيل، وصيد الأسماك، ووقف الفيضانات الموسمية.

وتمّ اكتشاف أنّ بناء الأخاديد النهرية في المنطقة طويل الأمد، واستمرّ حتى السبعينيات. وكانت الأنظمة ناجحة بشكل كبير على المدى الطويل، بدليل أنّ السكان المحليين ما زالوا يزرعون الأرض التي طوّرتها بعض هذه الجدران القديمة.

5. الحانات

عادة ما تستحضر كلمة حانة العصور الوسطى في بريطانيا، لكن اكتشافًا حديثًا أثبت أنّ هذه المنشآت أقدم بكثير مما يعتقده معظم الناس.

فقد وجد علماء الآثار حانة سومرية في العراق في مدينة لكش القديمة، يعود تاريخها لحوالي 5 آلاف عام. واحتوت الحانة على نظام تبريد بدائي، من المرجّح أنه استُخدم لتخزين الطعام الذي سيتمّ تقديمه لاحقًا للزبائن.

وضمّت الحانة حوالي 150 وعاء تقديم، وفرنًا كبيرًا، ومقاعد للجلوس. وقرّر علماء الآثار الذين عثروا على الموقع تسميته حانة، لأنهم كانوا مقتنعين بأنها كانت تقدّم الكحول أيضًا، وهو أمر غير مستبعَد، لأنّ السومريين استهلكوا الكحول، أكثر مما استهلكوا الماء.

6. مصّاصة الشراب

عندما اكتشف الباحثون أقدم مصّاصة للشراب في العالم في قبر في روسيا، وجدوا ثمانية أنابيب مصنوعة من معادن ثمينة. فمنذ حوالي 5 آلاف عام، كان الروس القدماء يستخدمونها لشرب الجعة.

واكتشفت مصاصات الشراب لأول مرة عام 1897، وكانت ضخمة للغاية، يبلغ طولها أكثر من 3 أمتار، لدرجة أن الخبراء أخطأوا في تعريفها على أنها إما صواعق أو أعمدة مظلة.

لكن في عام 2022، لاحظ عالم آثار أنّ القطع الأثرية كانت مشابهة جدًا لمصاصة الشرب المعروفة التي استخدمها السومريون القدماء لاستهلاك الجعة من الأواني الجماعية.

كان لدى المصاصات السومرية مصافٍ في النهاية لالتقاط الشوائب التي كانت شائعة في الجعة في ذلك الوقت. وكانت المصّاصات الروسية تحتوي على المصافي نفسها، وعندما تم العثور على آثار الشعير عليها، تم التأكيد أنّها كانت بالفعل الأقدم في العالم.

7. مومياوات حفظتها الطبيعة

اشتهرت مستنقعات الدنمارك وهولندا وبريطانيا بالمومياوات التي حفظتها الطبيعة. ويعتقد معظم الناس أنّ مومياوات المستنقعات عبارة عن مومياوات نقية، وأنّ عددها أقلّ من المئات، وأنّ هذه الظاهرة عمرها قرنان من الزمان.

بدأ تقليد دفن الجثامين في المستنقعات حوالي 5 آلاف قبل الميلاد في جنوب الدول الاسكندنافية
بدأ تقليد دفن الجثامين في المستنقعات حوالي 5 آلاف قبل الميلاد في جنوب الدول الاسكندنافية- غيتي

وفي الواقع، بدأ تقليد دفن الجثامين في المستنقعات حوالي 5 آلاف قبل الميلاد في جنوب الدول الاسكندنافية، قبل أن ينتشر في جميع أنحاء أوروبا، حتى أوائل العصور الحديثة.

ولا يوجد تفسير واحد لسبب انخراط أوروبا فيما يبدو أنه "لغز متنوّع واجتماعي وديني". ولم يكن الأمر يتعلّق فقط بالوفيات العرضية والقتل العمد. بل ألقى الناس بأنفسهم في المستنقعات. وكشفت الحفريات أيضًا عن عظام حيوانات، وزخارف، ودفن جماعي للمحاربين الذين لقوا حتفهم في ساحة المعركة، فضلًا عن مخابئ الأسلحة.

8. أقدم هيكل خشبي في العالم

عام 2018، اكتُشف هيكل يُشبه الصندوق في جمهورية التشيك. سرعان ما تمّ تحديده على أنه قمة بئر قديم، وكان مربع الشكل ويتألف من أربعة أعمدة وجوانب مصنوعة من ألواح مسطحة، مصنوعة من أشجار البلوط.

وأظهرت التقنيات التكنولوجية أنّ تاريخ الشجرة التي صُنع منها البئر، قُطعت منذ حوالي 7275 عامًا، ما بين 5255 و 5256 قبل الميلاد. وكانت الأعمدة أقدم بعقد أو عقدين، ما يشير إلى أنها مأخوذة من مبنى آخر أو بئر وإعادة استخدامها.

وعلى الرغم من أن البئر التشيكي قد لا يكون أقدم هيكل خشبي في العالم، إلا أنّه الأقدم حاليًا وتمّ التعرف عليه من خلال تحديد تاريخ خشب الشجر المصنوع منها.

كما كشف الحفظ الممتاز للخشب، أنّ بناة البئر هم من نخبة النجّارين، الذين استخدموا أدوات مصنوعة من العظام والقرون والحجر، إضافة إلى أنّ دقة التصنيع كانت مذهلة.

9. عملية بتر جراحية ناجحة

عام 2022، اكتشف علماء الآثار في جزيرة بورنيو الآسيوية، رفات مراهق يعود تاريخها إلى 31 ألف عام. وصُدم الباحثون عندما اكتشفوا أنّ القدم اليسرى قد بُترت بمهارة هائلة. ولم ينجُ الشخص من العملية الجراحية فحسب، بل عاش لمدة ست إلى تسع سنوات أخرى قبل وفاته، عن عمر يناهز 19 عامًا.

ويعتقد العديد من علماء الآثار أنّ المجتمعات التي تعتمد على الصيد والجمع لا يمكن أن تطور التكنولوجيا المتقدّمة والمعرفة الطبية. ومع ذلك، كان لدى هؤلاء الصيادين والباحثين غير المعروفين من العصر الجليدي المعرفة لإجراء عملية جراحية تتضمّن إزالة العظام، وإدارة فقدان الدم، والوقاية من العدوى، قبل آلاف السنين من إجراء الجرّاحين المعاصرين.

فبالنسبة لمعظم الثقافات الغربية، لم تصبح عمليات البتر الناجحة هي القاعدة إلى أنّ تمّ اختراع أدوات التطهير اللائقة في أواخر القرن التاسع عشر.

10. أقدم موقع دفن

منذ زمن بعيد، عاش إنسان "هومو ناليدي" الذي تسلّق الأشجار في جنوب إفريقيا، وبلغ طوله حوالي 1.5 أمتار.  عام 2023، أعلن علماء الآثار أنّهم اكتشفوا العديد من هؤلاء البشر في كهف بالقرب من جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا. لم تكن البقايا عبارة عن مجموعة عظام فوضوية، بل تم دفن هؤلاء الأفراد في مقبرة.

وهذا تحدى الكثير من الافتراضات، إذ كان يُعتقد أنّ هومو ناليدي غير قادر على السلوك المُعقّد، مثل الممارسات الجنائزية، لأنه كان نوعًا بدائيًا من البشر بدماغ بحجم برتقالة. لكنّ الباحثين أشاروا إلى أنّ القبور بدت محفورة ومملوءة عمدًا بعد وضع الجثة بداخلها.

وكان هناك ما لا يقل عن خمسة مدافن، مما يشير إلى أنّ موقع الدفن لم يكن مصادفة، وأنّ دماغ الإنسان الصغير لم يمنعهم من إظهار السلوك المعرفي والعاطفي المُعقّد. كما بدّل فكرة أنّ الإنسان العاقل كان أول إنسان أقام جنازات. ولم تكن هذه مقبرة غير بشرية فحسب، بل كانت أيضًا تسبق أي مدافن قام بها جنسنا البشري بما لا يقلّ عن 100 ألف عام.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close