بينها المرحاض والملل.. أمور شائعة تبدو غير ضارة لكنها قد تسبّب الوفاة

الموت في حد ذاته ليس مفاجئًا، فهو من سنن الحياة وحق على كل إنسان. وتتنوّع أسباب الوفاة من الموت بسلام في الفراش أو في حادث سير أو غيره من الحوادث الأخرى.

لكنّ ما قد يفاجئ كثيرين أنّ ضمن أسباب الوفاة تندرج أمور لا تؤخذ على محمل الجد بوصفها تهديدًا محتملاً، بل تُعتبَر من الأمور الحياتية اليومية والعادية.

أمور شائعة قد تسبّب الوفاة

يرصد موقع "توب تنز" (toptenz) بعضًا من هذه الأمور الشائعة، ولعلّ المفارقة التي تتقاطع عندها، هي أنها بمجملها تبدو غير ضارّة بالمطلق، للوهلة الأولى.

إليكم أبرز هذه الأمور:

1- معطّرات الجو

رغم شيوعها بكثرة حول العالم بهدف تلطيف الجو في المنزل وطرد الروائح الكريهة، إلا أنّ معطّرات الجو يُمكن أن تُسبّب السرطان.

وتحتوي معظم أنواع معطرات الجو على مادة الليمونين الكيميائية، التي تتفاعل مع الهواء لتكوين الفورمالديهايد، والذي يُعرف بأنه مادة مسرطنة منذ عام 2011 على الأقل.

لكن لحسن الحظ، لاحظ باحثون أنّ الفورمالديهايد يمكن امتصاصه بالكامل تقريبًا بواسطة بعض النباتات المنزلية على غرار اللبلاب الإنكليزي (Hedera helix)، وإبرة الراعي (Herb Robert)، والخزامى والسراخس (Monilophyta)، أو من خلال فتح النوافذ والأبواب بشكل أكبر خلال اليوم.

2- الملل

يؤثر الملل على الكثير من الأشخاص حول العالم. ووجدت إحدى الدراسات أنّ العمال الذين أبلغوا عن شعورهم بالملل في العمل كانوا أكثر عرضة للوفاة بنوبة قلبية في سنواتهم الأخيرة بنحو 2.5 مرة مقارنة بالآخرين.

وفيما قد يبدو الأمر مفاجئًا، يمكن الأخذ بالاعتبار أنّ المرء عندما يشعر بالملل من غير المرجح أن يتخذ خيارات حياة منتجة وتحافظ على صحته.

3- الخمول

قد يعتقد البعض أنّ من شأن الخمول أن يُقلّل بشكل كبير من فرص الوفاة المبكرة، لكن الافتراض خاطئ من الناحية العلمية.

فقلّة النشاط البدني تزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض، مثل سرطان الثدي والسكري من النوع الثاني وسرطان القولون وأمراض القلب التاجية.

ومن خلال القضاء تمامًا على الخمول البدني، من الممكن أن يرتفع متوسط ​​العمر المتوقع بمقدار 0.68 سنة.

4- أجهزة التلفاز

قد يعتقد البعض أيضًا أنّ أجهزة التلفاز الحديثة الخفيفة أكثر أمانًا من الأجهزة الضخمة، التي تعود إلى بضعة عقود مضت والتي يمكن أن تكون سببًا محتملاً للخطر.

لكنّ هذا الاعتقاد خاطئ مع وجود طفل في المنزل، حيث وجدت دراسة أجرتها لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية عام 2015، دخول حوالي 11 ألف طفل دون سن 18 عامًا إلى غرفة الطوارئ بسبب إصابات ناجمة عن انقلاب أجهزة التلفاز بين عامي 2011 و2013.

والأكثر إثارة للدهشة هو أنه بين عامي 2000 و2013، توفي 279 شخصًا بسبب انقلاب أجهزة التلفاز عليهم.

5- المرحاض

المرحاض هو أخطر مكان في المنزل، حيث وجدت دراسة أجرتها خدمة "سكريبس هوارد" الإخبارية، أن أميركيًا واحدًا يموت يوميًا بسبب الغرق في حوض الاستحمام الخاص به.

وبالنسبة لكبار السن، قد يكون مجرد الانزلاق والسقوط قاتلًا. كما أنّ عددًا لا بأس به من الأشخاص يموتون بسبب الحروق الناتجة عن الماء الساخن.

قد يكون مجرد الانزلاق والسقوط في المرحاض قاتلًا- غيتي

6- مياه الشرب

صحيح أن المياه هي شريان الحياة للمخلوقات على الأرض، لكنّ الإفراط في الشرب قد يؤدي إلى الوفاة.

ووجدت دراسات أنّ شرب الكثير من الماء قد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحية الخطيرة، مثل إذابة الكهارل (electrolytes) في مجرى الدم، وخاصة الصوديوم الذي يساعد في الحفاظ على توازن السوائل داخل الخلية وخارجها.

وإذا استُنزفت هذه الكهارل أكثر من اللازم، يُمكن أن تسمح للسوائل الخارجية بالدخول إلى الخلايا، الأمر الذي يمكن أن يكون قاتلًا بالنسبة لخلايا الدماغ.

وأكد الاختصاصي في علاج الدماغ والأعصاب د. رامي الأتات في حديث سابق إلى "العربي"، أنّ  الإفراط بشرب الماء يؤدي إلى انتفاخ خلايا الدماغ، حيث يشعر المرء بعوارض قد تكون مميتة منها الغثيان والتقيؤ والتعرق وعدم التركيز وتورم الأطراف، ما قد يؤدي إلى غيبوبة أو الإصابة بنوبات الصرع.

7- الوشاح

فيما قد تعد الملابس والإكسسوارات آخر الأشياء التي يمكن أن تلحق الأذى بمن يرتديها أو أن تتسبب بوفاته مباشرة، تبيّن أن هناك استثناء واحدًا فقط، وهو الوشاح.

وتعتبر الأوشحة أخطر قطع الملابس على الإطلاق، وذلك من خلال عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب تشابك أوشحتهم في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ.

وأكبر مثال على ذلك، هو إيزادورا دنكان الراقصة من مدينة نيس بفرنسا، والتي توفيت بسبب التصاق وشاحها بين عجلات سيارتها أثناء قيادتها.

ويبدو الأمر منطقيًا لأنّ الأوشحة عادةً ما تكون طويلة وانسيابية، مما يجعلها أكثر عرضة للالتصاق بأشياء مثل الآلات الثقيلة أو حتى السيارات.

8- الزنبق

يُمكن أن تؤدي بعض النباتات المنزلية إلى أضرار صحية إذا تمّ تناولها أو لمسها، حتى أن بعضها يمكن أن يقتل على غرار الزنبق.

فجميع أنواع الزنبق الشائعة تقريبًا يمكن أن تُسبّب تهيّجًا وطفحًا جلديًا ومشاكل في المعدة وردود فعل أخرى في حال تناولها.

كما يمكن أن يسبب كل من زنبق الوادي (Lily of the valley) وزنبق غلوريوسا (gloriosa lily)، أعراضًا خطيرة مثل ضيق التنفس، وتخدّر الفم، والشلل، وحتى الموت.