روى أسير فلسطيني محرر في قطاع غزة شهادة صادمة عن فترة اعتقاله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون من القطاع.
ومنذ بداية توغله بريًا، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الفلسطينيين، الذين نقل بعضهم إلى داخل الأراضي المحتلة، فيما أطلق سراح آخرين، وسط مخاوف من ارتكاب عمليات قتل جماعية لهؤلاء الأسرى.
تنكيل وإهانات
وقال أسير محرر كان قد جرى اعتقاله في حي الزيتون في حديث إلى "العربي": تمت محاصرة منزلنا وإطلاق النار علينا واعتماد قنص المدنيين مباشرة في الرأس من قبل جنود انتشروا بين البيوت.
وأضاف أن هذا الوضع جعله وعائلته يقيمون في غرفة واحدة دون أي حراك، لكن في اليوم الرابع من هذا الحصار، بدأت الجرافات الإسرائيلية بجرف المنازل والطرقات.
وتابع الأسير المحرر في شهادته، أنه ورغم إبلاغ جنود الاحتلال بأن هناك أطفال في الدار، رمى الجيش القذائف باتجاههم، وبعد ذلك قام الجنود بإخراج العائلات المتبقية من منازلها وفصلوا الرجال عن النساء، ثم قيدوا الرجال وجردوهم من ملابسهم، قبل أن يحجزوهم في أحد المنازل المهجورة التي سيطروا عليها.
وأفاد الأسير الفلسطيني الذي جرى تحريره "بأننا بقينا يومين في هذا المنزل بلا طعام ولا شراب، وكنا مقيدين من أيدينا، وقاموا بضربنا وإهانتنا".
وأضاف: "لقد أبلغتهم أنني مصاب، فقاموا بركلي على مكان الإصابة، وحين يلحظون أن أحدنا قد نام، يقومون بإحراق ظهره بولاعة أو سيجارة، وحين نطالبهم بالماء كانوا يبصقون على أفواهنا".
تحقيق وتعذيب
وبعد 48 ساعة من الاعتقال داخل المنزل، قال الأسير المحرر إنه قد جرى نقله وباقي المعتقلين في شاحنات إلى مناطق في غلاف غزة، دون أي يتمكن من تحديدها بعد عصب عيونهم من قبل جنود الاحتلال، الذين قاموا برش المياه الباردة على الأسرى الفلسطينيين طوال الطريق، وسط مناخ شتوي ودرجات حرارة منخفضة.
وأوضح الأسير الفلسطيني أنه خضع لتحقيق هناك، وبقي لمدة 18 يومًا معصوب الأعين، فيما قام جنود الاحتلال بالتنكيل بأحد المعتقلين الذي كان قد فقد يده خلال الأيام الأولى للعدوان.
ويوم أمس، طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان بـ"الضغط" على الاحتلال الإسرائيلي لكشف مصير مئات الفلسطينيين المعتقلين في قطاع غزة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد كشف أمس أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ أكثر من 2600 حالة اعتقال منذ بدء عدوانه على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
من جهة أخرى، تفيد تقارير صحفية عبرية، بأن إسرائيل تحتجز نحو 300 فلسطيني من غزة "في ظروف قاسية" بتهمة "المشاركة في هجوم حركة حماس على مناطق غلاف غزة في 7 أكتوبر".
