أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة مساء أمس الخميس، استشهاد وإصابة عشرات المدنيين ممن كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية بمدينة غزة، بعدما استهدفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر القصف وإطلاق النار عليهم من طائرات حربية ومسيّرة.
وجاء ذلك في رابع أيام شهر رمضان، حيث تتعمد قوات الاحتلال استهداف المدنيين الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات في مدينة غزة أو خلال وقت اجتماع العائلات للسحور أو الإفطار.
20 شهيدًا في دوار الكويت
في التفاصيل، أفادت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف تجمعًا للمواطنين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية لسد رمقهم، عند دوار الكويت بمدينة غزة شمال القطاع.
وأوضحت الوزارة، أن حصيلة ضحايا مجزرة دوار الكويت الذين وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ارتفعت إلى 20 شهيدًا و155 مصابًا.
وأضافت أن الجرحى يفترشون الأرض في مجمع الشفاء الطبي والطواقم الطبية عاجزة عن التعامل مع حجم ونوعية الإصابات بسبب ضعف الإمكانيات الطبية والبشرية، وتوقعت ارتفاع عدد الشهداء نظرًا لخطورة الإصابات التي تصل.
كما وصل إلى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شهيد و6 مصابين من مجزرة دوار الكويت، فيما استمرت عملية انتشال الشهداء وإخلاء الجرحى إلى وقت متأخر في ظل صعوبة الوضع الميداني عند الدوار.
وعلّقت وزارة الصحة مؤكدةً أن "ما حدث عند دوار الكويتي يشير إلى نوايا مبيتة لدى الاحتلال لارتكاب مجزرة جديدة مروعة".
تعليق "حماس"
بدورها، أصدرت حركة "حماس" بيانًا شجبت فيه ارتكاب إسرائيل مجزرة جديدة بحق مدنيين عزّل أثناء انتظارهم مساعدات إغاثية في دوار الكويت بمدينة غزة.
ورأت أن "فشل المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، هو بمثابة ضوء أخضر لارتكاب مزيد من الجرائم في إطار حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعب فلسطين بدعم كامل من الإدارة الأميركية".
وعليه، حملت "حماس" إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المسؤولية عن استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة، ودعت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الإبادة، وإدخال المساعدات عبر المعابر البرية.
"لقمة مغمسة بالدم"
هذا وقد أدلى أحد المصابين الواصلين إلى مستشفى الشفاء بشهادته لـ"العربي" عن استهدافهم عند دوار الكويت، مشيرًا إلى أن طائرة استطلاع إسرائيلية قامت بتصويرهم قبل أن يبدأ إطلاق النار عليهم بشكل مباشر ومن ثم استهدافهم بالقذائف.
وقال المصاب وهو يفترش أرض المستشفى: "رفعنا أيدينا إلى فوق وخفضنا رؤوسنا نحو الأرض، لكن إطلاق النار تواصل نحونا فتشتتنا بسببه، وبعدها رموا علينا قذيفة.. ثم قذيفة أخرى".
ويستذكر أنه بعد ذلك قام مواطنون بسحبه وإخراجه من المكان، قبل أن يتم نقله ومصابين آخرين إلى مستشفى الشفاء.
ويختم شهادته قائلًا: "نحن خرجنا لنحصل على طحين، نريد أن نأكل، لقمة مغمسة بالدم والله، حسبي الله ونعم الوكيل باللي جابنا إلى هنا".
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يقصف فيها الجيش الإسرائيلي ويطلق النار على المدنيين الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات، حيث تتكرر هذه الاستهدافات بشكل يومي لا سيما عند دوار الكويت.
كما استشهد أمس الخميس 4 فلسطينيين وأصيب آخرون، بقصف شنته مقاتلات إسرائيلية على مركز توزيع مساعدات في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.