الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

حقائق وغرائب تاريخية.. أول طبيب أسنان كان مصريًا وهذا دور عصي المضغ

حقائق وغرائب تاريخية.. أول طبيب أسنان كان مصريًا وهذا دور عصي المضغ

Changed

نافذة صحية من عام 2022 حول كشف منظمة الصحة العالمية أن نحو نصف سكان العالم يعانون من أمراض الفم (الصورة: غيتي)
يعرف معظم الناس إجراءات طب الأسنان الحديثة مثل استئصال ضرس العقل، أو إجراء زراعة أسنان، ولكن ماذا تعرفون عن ممارسة طب الأسنان عبر التاريخ؟

لطالما كان الحفاظ على الأسنان تحديًا كبيرًا للبشر على مرّ العصور، إذ تعتبر صحة الفم أمرًا مهمًا حتى في الحضارات القديمة، ويعتقد المؤرخون أن ممارسة طب الأسنان تعود إلى ما لا يقل عن 7000 سنة قبل الميلاد.

وشهدت هذه الممارسة اختلافات مع اختلاف الحضارات والعصور على مرّ القرون، قبل أن تصبح رعاية الأسنان متاحة على نطاق واسع، كما هو الحال في يومنا هذا.

ففي وقت نعيش اليوم في زمن يعدّ فيه طبّ الأسنان حديثًا ومتطوّرًا، هناك بعض الحقائق والغرائب التاريخية عن اعتناء الإنسان بصحة فمه التي قد لا يعرفها الجميع.

موجز تاريخي

قبل الدخول في الحقائق الغريبة حول طب الأسنان، تجدر الإشارة إلى أن أول دليل تاريخي لامتهان الإنسان طب الأسنان يعود لأكثر من 7000 عام قبل الميلاد، كما أنّ هناك بعض الوصفات الطبية للأسنان مسجلة منذ أكثر 5000 عام قبل الميلاد، بحسب موقع "هيستوري". 

كذلك، اشتهرت الحضارة اليونانية القديمة بالكتابات الغنية حول طب الأسنان، قبل أن تفتتح أول كلية طب أسنان في العالم عام 1840، حيث تأسست الجمعية الأميركية لطب الأسنان عام 1859.

وفي يومنا هذا قدم تقرير من عام 2022، أجرته منظمة الصحة العالمية عن حالة صحة الفم في أول صورة شاملة لعبء أمراض الفم، مع بيانات موجزة ل 194 بلدًا.

وبيّن التقرير أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعانون من أمراض الفم، حيث يعيش 3 من كل 4 أشخاص مصابين بها في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

أول طبيب أسنان كان مصريًا

حسي رع أول طبيب أسنان في التاريخ -  غيتي
حسي رع أول طبيب أسنان في التاريخ - غيتي

أما أول طبيب أسنان في التاريخ، فهو حسي رع الذي كان وزيرًا في مصر القديمة، ومارس عمله حوالي 2600 قبل الميلاد، في عهد الملك المصري زوسر.

ويُعتبَر حسي رع أول طبيب يُذكَر اسمه في التاريخ، وذلك بفضل النقش على قبره الفخم الذي كتب عليه: "كبير أطباء الأسنان"، وهو ما يدل على وظيفته بالهيروغليفية.

حشوات الأسنان موجودة منذ آلاف السنين

تجويف أسنان المومياء المصرية تظهر باللون الأحمر–  "دورية السجل التشريحي"
تجويف أسنان المومياء المصرية تظهر باللون الأحمر– "دورية السجل التشريحي"

بحسب الأدلة الأثرية، نعلم أن الأشخاص الذين عاشوا قبل حوالي 6500 عام كان لديهم حشوات أسنان. 

فقد أظهرت دراسة أجراها العالم كلاوديو تونيز في إيطاليا على فك بشري لرجل بالغ عاش قبل 6500 عام، أنه كان يحتوي على حشوة مصنوعة من شمع العسل. 

ويتفق الخبراء على أن شمع العسل كان يشكل حشوة مفيدة للأسنان في ذلك الوقت، بفضل خصائصه المضادة للالتهابات والبكتيريا.

كما أكّدت دراسة يونانية حديثة أجريت على مومياء مصرية قديمة تنتمي إلى العصر البطلمي، أن المصريين القدماء أول من عرفوا حشو الأسنان.

فقد عثر الباحثون على تجاويف مسامية في الأسنان معبأ بمواد واقية في المومياء التي توجد من بين مقتنيات المتحف الأثري الوطني بأثينا.

الكتابات عن طب الأسنان 

نعلم أن البشر كانوا على دراية بطب الأسنان وصحة الأسنان منذ آلاف السنين، بفضل العديد من النقوش والكتابات المكتشفة على مر السنين.

ويشمل ذلك بردية إيبرس التي تعدّ من أوائل البرديات الطبية المصرية المكتشفة في تاريخ البشرية، ويرجع تاريخها إلى ما بين 1700 و1550 قبل الميلاد بحسب موقع "أي توث".

ويذكر هذا النص المصري علاجات لوجع الأسنان وأمراض اللثة

كذلك، هنالك كتابات لفلاسفة مشهورين مثل أرسطو وهيبوقراط تعود للأعوام 500 و300 قبل الميلاد، وتكشف هذه الكتابات أن أسلافنا عالجوا أمراض اللثة وتسوس الأسنان، وخلعوا الأسنان، واستخدموا الأسلاك للمساعدة في استقرار الفكين المكسور والأسنان المتساقطة.

كذلك، تضمن كتاب طبي روماني عمره 100 عام قبل الميلاد، الكثير من المعلومات حول نظافة الفم، بالإضافة إلى علاجات كسور الفك وألم الأسنان.

وفي الجهة الأخرى من العالم، عثر علماء الآثار على نص طبي صيني عمره أكثر من 700 عام قبل الميلاد، يذكر استخدام "عجينة الفضة" كحشوة أسنان.

اختراع معجون الأسنان

وعاء معجون أسنان مستطيل من السيراميك من عام 1850 – غيتي
وعاء معجون أسنان مستطيل من السيراميك من عام 1850 – غيتي

كتب فرانك ليبرت من كلية طب الأسنان بجامعة إنديانا في دراسة من عام 2003: "حوالي 3000-5000 عام قبل الميلاد، طوّر المصريون القدماء كريمًا للأسنان يحتوي على مسحوق رماد من حوافر الثيران والمر وقشور البيض وحجر الخفاف". 

أما الفرس، فاستخدموا قواقع الحلزون المحترقة والمحار، مع الأعشاب والعسل حوالي 1000 قبل الميلاد.

واستمر الناس في تطوير معاجين الأسنان والمساحيق الخاصة وظهور الإصدارات التجارية، حيث ينسب الفضل لطبيب الأسنان واشنطن وينتورث شيفيلد من كونيتيكت الأميركية، في تعبئة معجون الأسنان في أنابيب قابلة للعصر في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وفق "هيستوري".

اختراع فرشاة الأسنان

أطفال من لندن ينظفون أسنانهم بفرشاة الأسنان عام 1941 – غيتي
أطفال من لندن ينظفون أسنانهم بفرشاة الأسنان عام 1941 – غيتي

لا شكّ أنه قبل ابتكار فرشاة الأسنان التي نستخدمها اليوم، لجأ الكثيرون إلى عصي المضغ، والأغصان الرفيعة التي كانوا يقضمونها حتى تتآكل إحدى نهاياتها، مما يخلق نوعًا من الفرشاة. 

أما فرشاة الأسنان كما نعرفها، فيبدو أنه قد تم اختراعها في الصين بين أعوام من 618 و907 ميلادية.

وكانت أول النماذج عن فراشي الأسنان تحتوي على مقابض من الخيزران أو العظام وشعيرات مصنوعة من شعر الخنزير. 

ويعتبر الإنكليزي ويليام أديس، أول رجل أعمال ينتج فرش أسنان بكميات كبيرة بهدف التجارة، ويقال إنه ابتكر نموذجه الأولي عام 1780، أثناء وجوده في السجن بتهمة إثارة الشغب.

وفي عام 1937، حصل المخترع الأميركي توملينسون آي موسلي على براءة اختراع لتصميم فرشاة أسنان كهربائية، لكن الفكرة فشلت حينها في الانتشار إلى أن قدم العالم السويسري فيليب جاي ووج نموذجًا آخر مشابهًا عام 1954.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close