الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

خلافات داخلية وخارجية تعصف بإسرائيل.. هل تؤثر على مسار الحرب؟

خلافات داخلية وخارجية تعصف بإسرائيل.. هل تؤثر على مسار الحرب؟

Changed

تزداد معركة تحمّل المسؤولية داخل إسرائيل تترجمها المشادات الكلامية بين وزراء حكومة الاحتلال وقادة الجيش- غيتي
تتفاقم معركة تحمّل المسؤولية داخل إسرائيل تترجمها المشادات الكلامية بين وزراء حكومة الاحتلال وقادة الجيش- غيتي
تتفاقم الخلافات الأميركية الإسرائيلية وسط نقد حاد لحكومة الاحتلال التي تتلوى على وقع الأزمة بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس.

في أوج العدوان على غزة، تبرز مزيد من الخلافات داخل إسرائيل، وتكشف زيارة عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس لواشنطن عمق الشقاق بين أعضاء الحكومة.

وتزداد معركة تحمّل المسؤولية عن حجم الخسائر في الميدان ضراوة، تترجمها المشادات الكلامية بين وزراء حكومة الاحتلال وقادة الجيش، بينما تضرب موجة استقالات جهاز نظام المعلومات في الجيش احتجاجًا على سير الأمور العملياتية والشخصية. 

وعلاوة على ذلك كله وغيره، تستنزف مظاهر الاحتجاج الشعبي مناحي الحياة، لا سيما اقتصاديًا احتجاجًا على إدارة الحرب وملفاتها، خاصة ملفَّ الأسرى.

كما تتفاقم الخلافات الأميركية الإسرائيلية، وسط نقد حاد لحكومة الاحتلال، وخلاف جذري بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتهديد أميركي لإسرائيل بفقدان الدعم الدولي بالتوازي مع إصرار نتنياهو على إجهاض قيام دولة فلسطينية خلافًا لرغبة بايدن.

رسالة واشنطن لغانتس

وخلال رحلة غانتس، وجَّه جميع المسؤولين الأميركيين رسالة نقد شديدة له مفادها ضرورة إغراق غزة بالمساعدات وإيجاد حل لكيفية تنفيذ ذلك في ظل الوضع الإنساني بالقطاع، بينما لا يخلو أي نقاش سياسي في تل أبيب من تداعيات هذا الخلاف ومخاطره الحقيقية على مستقبل التحالف الإستراتيجي بين الجانبين.

ورغم رغبة الجميع في وقف الحرب، وتنفيذ صفقة للتبادل وفق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلّا أنه بعد مرور أكثر من 150 يومًا على الإبادة لا تزال الحكومة والمعارضة السياسية والمؤسسة العسكرية والرأي العام تشجع على المواصلة، وحتى اللحظة لم تظهر أي كتلة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية تخرج عن الإجماع، ماعدا أصوات أهالي الأسرى، وهي ضعيفة وذات نطاق محدود.

في المقابل، لا يمكن الحسم بأي حال من الأحوال بوجود تغير في الموقف الأميركي من إسرائيل حتى مع تأكيد الرئيس الأميركي أن بلاده ملتزمة ببذل قصارى جهدها لإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة، خصوصًا وأن الإدارة الأميركية تعهدت بمواصلة دعم إسرائيل في حربها مطلقة يد الاحتلال كما تشاء في القطاع، بينما لا تكف يد واشنطن في مجلس الأمن عن التلويح حتى الآن اعتراضًا على كل قرار يدعو إلى وقف المجازر.

بايدن لا يرغب بقطع صلته مع نتنياهو

وفي هذا الإطار، يشير المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي لورنس كورب إلى أن استقبال بيني غانتس في واشنطن يرسل رسالة إلى بنيامين نتنياهو مفادها أننا لسنا راضين عن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة وتخطيطه للاستيلاء على رفح بالقوة وعدم قبوله لخطة بايدن بإقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين. 

وقال كورب في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "إن بايدن لا يريد أن يقطع صلته مع نتنياهو لذلك لم يستقبل بيني غانتس لكن نائبته استقبلته".

وأضاف: "أرسل بايدن لنتنياهو رسالة مفادها أن دعم الولايات المتحدة الأميركية له حد ويجب عليك أن تتحلى بالعقلانية". 

نتنياهو يتفرد بالقرار العسكري

من جهته، يعتبر الباحث في مركز مدى الكرمل في حيفا مهند مصطفى أن هناك الكثير من القضايا التي تعمّق الخلافات بين غانتس ونتنياهو أو بين حزب غانتس والحكومة الإسرائيلية.

ويقول في حديث إلى "العربي" من أم الفحم: "إن غانتس دخل إلى الحكومة بعد الحرب كجزء من حكومة الطوارئ وكان هدفه التأثير على هذه الحكومة في القرارات العسكرية والإستراتيجية". 

ويرى مصطفى أن ما حدث لاحقًا هو أن نتنياهو مع الوقت أصبح يستفرد بإدارة هذه الحرب وتحديد سياستها وأولوياتها وأصبح يهمش تأثير بيني غانتس وأعضاء حزبه شيئًا فشيئًا. 

ويعتقد أن نتنياهو يسعى إلى إخراج غانتس من الحكومة لكن ليس من خلال إقالته بل عبر دفعه للاستقالة. ويقول: "يشعر غانتس أن نتنياهو استغله من أجل الحصول على شرعية لحكومته داخليًا ودوليًا".

خلافات بين الحكومة الإسرائيلية وقادة الجيش

لكن مصطفى تحدث عن معضلة لدى الطرفين، فغانتس لا يدرك تداعيات خروجه من الحكومة على شعبيته وحزبه وما إذا كانت الخطوة هي لصالحه أم لا، رغم أن حزب غانتس هو الأكبر والمرشح لكي يقود الحكومة، بحسب استطلاعات الرأي. 

وحول تأثير الخلافات الداخلية على الجيش الإسرائيلي، يشير الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات معين الطاهر إلى أن الكابينت العسكري يقف خلف الجيش. ويرى أن نتنياهو لا يستطيع أن يتفرد بالقرار العسكري.

ويقول في حديث إلى "العربي" من الدوحة: "المستوى السياسي يقرر إستراتيجية الحرب أمّا القرارات العسكرية فتؤخذ في حكومة الحرب". 

ويوضح الطاهر أن الخلاف الدائر هو بين الحكومة الموسعة وقادة الجيش، حيث يهاجم السياسيون قادة الجيش وغانتس ويحاولون إخراجه من حكومة الحرب، ويحاولون تحميل الجيش مسؤولية الفشل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم أنه نتيجة السياسات التي تحددها الحكومة. كما يتهمون الجيش بأنه بطيء في الإنجاز، بحسب الطاهر. 

لكنه يعتبر أنه حتى هذه اللحظة لا توجد معارضة حقيقية داخل إسرائيل في الجيش أو في الحكومة الموسعة أو الكابينت الحربي أو في المجتمع الإسرائيلي حول الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن ذوي الأسرى يريدون إعطاء أولوية لإطلاق سراح الأسرى ومن ثم فلتستمر الحرب إلى ما لا نهاية. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close