لم ينجُ أي شيء في غزة، فالمباني والطرق ومصادر المياه والمستشفيات والأسواق والمنازل والملاعب الرياضية والمؤسسات التعليمية، كلها ردمت وسويت بالأرض واندثرت معالمها.
لكن غزة ورغم حصارها الطويل وانعدام البنية التحتية والإمكانات الرياضية فيها، استطاعت إخراج رياضين أصحاب مساهمات كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي. وها هي تنعي أحد أشهر لاعبيها المحليين.
قصف يودي بحياة "الأسد"
فقد استشهد لاعب كرة القدم الفلسطيني محمد بركات، الملقب بـ"الأسد"، مع عدد من أفراد أسرته إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي منزله بخانيونس جنوب قطاع غزة.
وانضم محمد بركات إلى قائمة طويلة من الرياضيين في غزة، هو أحد أبرز نجوم كرة القدم الفلسطينية في السنوات الأخيرة. وقد استطاع التفرد بالوصول إلى حصيلة مئة هدف في الدوري الممتاز على مستوى غزة، لكن الحرب لم تمهله.
وقبل استشهاده بساعات قليلة، ظهر بركات في مقطع فيديو مؤثر يودع متابعيه ومعجبيه ويصف لهم شعوره بأن لحظات الموت تدنو منه وقد تكون هذه آخر كلمات يسجلها وهو على قيد الحياة.
تدمير البنية التحتية الرياضية في غزة
وكباقي القطاعات الحيوية في غزة، نال قطاع الرياضة نصيبَه من الدمار. وقد أشارت مصادر محلية إلى أن 22 منشأة رياضة دمرت بفعل القصف الإسرائيلي، بينما لقي نحو 200 رياضي ورياضية حتفهم. أمّا من كتبت له النجاة فسيحرم من تحقيق حلمه لأن الحرب بترت إحدى ساقيه أو يديه أو كليهما معًا.
وقد دفعت المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة واستهدافه للنخب الرياضة، منظمات مدنية تعنى بشؤون الرياضة، إلى مطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الدولي لكرة القدم، بمعاقبة إسرائيل على تدمير البنية التحيتة الرياضية في غزة.
كما طالب نواب معارضون في البرلمان الفرنسي، اللجنة الأولمبية الدولية بفرض عقوبات على إسرائيل في أولمبياد باريس 2024 المقرر إجراؤها العام الجاري.
حملة ضد ازدواجية المعايير
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قاد ناشطون حملة اتهموا من خلالها "العالم المتحضر" بحسب تعبيرهم، بإزدواجية المعايير في كل ملف يخص إسرائيل.
وتساءلوا "لماذا لم تتخذ أي هيئة دولية رياضية قرارًا بمعاقبة إسرائيل أو إيقاف أي رياضي أو ناد أو منتخب إسرائيلي بسبب الجرائم التي ترتكبها بحق الرياضيين الفلسطينيين، وفي الوقت الذي عوقبت فيه روسيا ومنعت منتخباتها من المشاركة في البطولات الدولية بسبب حرب أوكرانيا".
تفاعل واسع مع وصية محمد بركات
ولاقت وصية اللاعب الغزي محمد بركات، تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. وكتب فتحي: "محتاجين نفتكر الفتره دي كويس والحمد لله أنها على الإنترنت عيانًا بيانًا".
أمّا مالك فقال: "والله ذرفت عيني الدمع وأنا أسمع وصيته وبكيته بكاء شديدًا والله صمودكم وثباتكم يا أهل غزة يدرس".
وكتب خالد العبري قائلًا: "لاعب كرة قدم لكنّه من غزة وكل شيء في غزة مختلف ..علّمي العالم يا غزة كيف يحيا الإنسان لله والوطن".
وقال الناشط صفاء: "للعلم هذا اللاعب ليس كأي لاعب نراه في العالم. هذا اللاعب قد جمع الله له خيري الدنيا و الآخرة".