الجمعة 17 مايو / مايو 2024

قد تؤدي إلى العمى.. ما هي جلطة العين وكيف تحدث؟

من منّا سمع بجلطة العين، وهل تصاب العين بالجلطة؟
من منّا سمع بجلطة العين، وهل تصاب العين بالجلطة؟
قد تؤدي إلى العمى.. ما هي جلطة العين وكيف تحدث؟
قد تؤدي إلى العمى.. ما هي جلطة العين وكيف تحدث؟
الخميس 2 مايو 2024

شارك

يربط كثيرون عبارة "الجلطة" بتلك المشكلة الصحية الخطيرة التي تضرب في الغالب الدماغ والقلب، لكن من منّا سمع بجلطة العين، وهل تصاب العين بالجلطة؟

في الواقع، فإنّ الإجابة التي قد لا يدركها كثيرون أنّ جلطة العين موجودة، ولو كانت نادرة نسبيًا بالمقارنة مع جلطات الدماغ والقلب، حيث تشير إلى تضيّق الأوعية الدموية أو انسداد الشريان الرئيس في شبكية العين.

وتحدث جلطة العين بسبب انقطاع تدفق الدم إلى شبكية العين، وتُعَدّ خطيرة وتستدعي العلاج الفوري، إذ إنّها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل دائمة في الرؤية، قد تصل لحدّ الفقدان التام للبصر، أو العمى.

تحدث جلطة العين بسبب انقطاع تدفق الدم إلى شبكية العين - غيتي
تحدث جلطة العين بسبب انقطاع تدفق الدم إلى شبكية العين - غيتي

ما هي جلطة العين؟

جلطة العين هي حالة خطيرة تحدث جراء انقطاع تدفق الدم إلى شبكية العين أو العصب البصري نتيجة تكون جلطة أو تضيق الأوعية الدموية التي تغذيهما، ما قد يتسبب في تلف هذه الأنسجة.

ولا تختلف العين عن باقي أجهزة الجسم الأخرى، إذ تعتمد في وظيفتها على تدفق الدم الغنيّ بالأكسجين، وتحتوي العين على الأعصاب والأنسجة. وواحدة من هذه الأنسجة الهامة والحرجة التي تقع في الجزء الخلفيّ من العين، هي ما يُعرَف بالشبكيّة.

وتلعب شبكيّة العين دورًا حاسمًا في إرسال الإشارات البصرية إلى الدماغ، وتحتوي على الشرايين والأوردة الصغيرة والكبيرة التي تنقل الدم، وهذا الدم ضروري للرؤية، وأي انسداد في الأوعية الدموية بشبكية العين قد يؤثّر سلبًا، ويمكن أن يسبّب العمى.

ومن هنا، ترتبط جلطة العين بكمية الدم المتدفقة إلى شبكية العين ما يؤدي إلى توقف الشبكية عن أداء عملها على نحوٍ كلّي أو جزئيّ، ويُحدِث تورّمًا داخلها.

أنواع جلطة العين

خلال جلطة العين، تتوقف الشرايين الموجودة في شبكة العين عن العمل كما ينبغي، كما تضيق الأوعية الدموية وتصبح مسدودة.

وعلى غرار ما يحدث في الجلطة الدماغية، تخسر شبكة العين تدفّق الدمّ إليها مما يؤدي إلى تضرر النظر وشبكة العين في معظم الحالات.

وتختلف أنواع جلطة العين تبعًا لنوع الأوعية الدموية المُصابة، لكنّ أكثر أنواعها شيوعًا هي:

  • انسداد في الوريد الرئيس للشبكية CRVO
  • انسداد في الشريان المركزي للشبكية CRAO
  • انسداد في الوريد الفرعي للشبكة BRVO
  • انسداد في الشريان الفرعي للشبكية BRAO.
يشدّد المتخصّصون على وجوب زيارة الطبيب عند الشعور بأي من أعراض جلطة العين - غيتي
يشدّد المتخصّصون على وجوب زيارة الطبيب عند الشعور بأي من أعراض جلطة العين - غيتي

أسباب جلطة العين

تحدث جلطة العين بسبب انسداد تدفق الدم الناجم عن تضيّق الأوعية الدموية أو تكوّن خثرة دموية ممّا يؤدّي إلى تلف شبكيّة العين.

ويتحدّث المتخصّصون عن عدّة أسباب وعوامل قد تؤدي إلى الإصابة بجلطة العين، من بينها ضيق أو انسداد الشرايين، انسداد أوردة الشبكة، قلة تدفق الدم إلى العصب البصري والشبكة.

وإلى جانب هذه الأسباب، ثمّة عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطة العين بينها التقدّم في العمر، وارتفاع ضغط الدم، وتصلّب الشرايين، وداء السكري، واضطراب نظم القلب، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، إضافة إلى مشاكل تجلط الدم، والتدخين.

وبحسب الدكتور ندى جبور، وهي رئيسة قسم طب وجراحة عين، فإنّ جلطة العين تصيب الذكور والإناث، إلا أنّ الرجال أكثر عرضة للإصابة بها من النساء.

وتشير جبور في حديث إلى "العربي"، ضمن برنامج "صحتك"، إلى أنّ العوامل الوراثية تلعب دورًا أيضًا في الإصابة بجلطة العين، فضلاً عن السجلّ الطبي للمريض، وما إذا كان يعاني من مشكلات أو أمراض أخرى، كالسكري، أو اضطرابات الدم، أو مشكلات القلب.

أعراض جلطة العين

بحسب الدكتورة جبور، تتشابه أعراض جلطة العين مع أعراض لأمراض أخرى لأنّها في غالب الوقت تكون انخفاضًا في النظر، سواء بشكل جزئي أو كامل، وهذا يمكن أن يدل على أمراض أخرى كانفصال الشبكة.

ويُعتبَر تغيّر الرؤية المفاجئ أو فقدان البصر في عين واحدة أهمّ أعراض جلطة العين، ولو حدث ذلك من دون وجود ألم بالمُطلَق. وفي بعض الحالات، يمكن أن تتطور الأعراض تدريجيًا سواء خلال ساعات قليلة، أو أيام.

وبحسب المتخصصين، تشمل هذه الأعراض في بعض الحالات ظهور بقع معتمة في مجال الرؤية، وفقدان القدرة على تمييز الألوان، وحساسية للضوء، وضبابية في الرؤية، إضافة إلى ارتفاع ضغط العين.

كذلك، يواجه بعض الأشخاص فقدان البصر المفاجئ او عدم وضوح الرؤية.

كيف يتمّ تشخيص جلطة العين؟

في حديثها لـ"العربي"، تشدّد الدكتورة ندى جبور على أنّ من يعاني واحدًا من هذه الأعراض، يجب أن يزور طبيب العيون بصورة فورية، حتى يقوم بالتشخيص اللازم لمعرفة ما المشكلة.

وتحذر من أنّ عدم الحصول على العلاج في الوقت المناسب قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، على مستوى انخفاض الرؤية.

ويبدأ الطبيب تشخيص جلطة العين بالسؤال عن التاريخ الطبي والأعراض التي يعاني منها المريض ومن ثم يجري فحصًا للعين، وقد يستعين ببعض الفحوصات والاختبارات للمساعدة في التشخيص.

ومن هذه الفحوصات بحسب جبور، فحص كامل للعين وللنظر، إضافة إلى توسيع حدقة العين، وفحص لقاع العين وهو الشبكية، لمعرفة إن كان يمكن رؤية الشبكية ومعرفة ما هو وضع الشبكية.

وتشمل الفحوصات كذلك قياس النظر، ومجال الرؤية، وفحص المصباح الشقي، وقياس توتر العين، وتصوير الأوعية بالفلوريسين. كما قد يطلب الطلب اختبارات أخرى لتقييم حالة المريض العامة.

وقد تؤدي الجلطة في العين، خصوصًا عند تأخر العلاج، إلى حدوث مشاكل خطيرة، إذ قد تصل مضاعفاتها لحدّ العمى.

وفي الخلاصة، يؤكد المتخصّصون على ضرورة معالجة جلطة العين بسرعة حتى لا يتحول الضرر الذي تسبّبه للعين إلى دائم.

المصادر:
العربي

شارك

Close