السبت 4 مايو / مايو 2024

كل ما تريد أن تعرفه عن الاحتجاجات الطلابية الأميركية دعمًا لغزة

كل ما تريد أن تعرفه عن الاحتجاجات الطلابية الأميركية دعمًا لغزة

Changed

اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة ضدّ الحرب الإسرائيلية على غزة
اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة ضدّ الحرب الإسرائيلية على غزة - أسوشييتد برس
توحّد الطلاب المتظاهرون في الجامعات الأميركية حول مطلب موحّد يتمثّل في التوقف عن التعامل مع إسرائيل، أو أي شركة تعمل على تمكين حربها المستمرة في غزة.

اشتدت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة ضدّ الحرب الإسرائيلية على غزة، واتسع نطاقها خلال الأسبوع الماضي، مع إقامة عدد من المخيمات الآن في جامعات منها كولومبيا وييل ونيويورك، بينما استدعت عدة جامعات الشرطة لاعتقال متظاهرين.

وتوحّد المتظاهرون حول مطلب موحّد يتمثّل في التوقف عن التعامل مع إسرائيل، أو أي شركة تعمل على تمكين حربها المستمرة في غزة.

وتعود جذور هذا المطلب إلى حملة مستمرة منذ عقود ضد سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، لكنّها اكتسبت قوة جديدة مع تجاوز الحرب على غزة الأشهر الستة، وقصص المعاناة في غزة التي أثارت دعوات دولية لوقف إطلاق النار.

احتجاجات طلابية في أميركا

وبإلهام من الاحتجاجات المستمرة والاعتقالات الأسبوع الماضي لأكثر من 100 طالب في جامعة كولومبيا، يتجمّع الطلاب من ماساتشوستس إلى كاليفورنيا الآن بالمئات في الحرم الجامعي، ويقيمون مخيمات ويتعهّدون بالبقاء في أماكنهم حتى يتم تلبية مطالبهم.

وقال محمود خليل الذي يقود الاحتجاج في جامعة  كولومبيا لوكالة "أسوشييتد برس": "نريد أن نكون مرئيين"، مشيرًا إلى أن الطلاب في الجامعة يضغطون من أجل سحب الاستثمارات من إسرائيل منذ عام 2002.

وأضاف: "يجب على الجامعة أن تفعل شيئًا حيال ما نطالب به، ولوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. وعليهم أن يتوقّفوا عن الاستثمار في هذه الإبادة الجماعية".

وقارن المتظاهرون بين سياسة إسرائيل في غزة والفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث فرضت إسرائيل حصارًا مستمرًا على غزة منذ عام 2007.

من هم المتظاهرون؟ 

جذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلابًا وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظّمة للاحتجاجات "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام".

ما هي مطالب المتظاهرين؟

يُطالب الطلاب جامعاتهم بفصل نفسها عن أي شركات تعمل على تمكين الجهود العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفي بعض الحالات عن إسرائيل نفسها.

وأطلق الطلاب دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرّضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

وتختلف الطلبات من حرم جامعي إلى آخر. ومن بينها:

  1. التوقف عن التعامل مع الشركات المصنعة للأسلحة العسكرية التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
  2. التوقف عن قبول الأموال من تل أبيب للأبحاث التي تساعد الجهود العسكرية لإسرائيل.
  3. التوقف عن استثمار المنح الجامعية مع رجال الأعمال الذين يستفيدون من الشركات أو المقاولين الإسرائيليين.
  4. الشفافية بشأن الأموال التي يتم تلقيها من إسرائيل والأغراض التي تستخدم فيها.

وأصدرت الجمعيات الطلابية في بعض الكليات في الأسابيع الأخيرة قرارات تدعو إلى إنهاء الاستثمارات والشراكات الأكاديمية مع إسرائيل. وتمت الموافقة على مشاريع القوانين هذه من قبل الهيئات الطلابية في جامعات كولومبيا، وهارفارد للقانون، وروتجرز، والجامعة الأميركية.

كيف تستجيب الكليات والجامعات؟

يقول المسؤولون في العديد من الجامعات إنّهم يريدون التحاور مع الطلاب واحترام حقهم في الاحتجاج. لكنّهم يردّدون في الوقت نفسه، مخاوف العديد من الطلاب اليهود من أن بعض كلمات وأفعال المتظاهرين ترقى إلى مستوى معاداة السامية، ويقولون إنه لن يتم التسامح مع مثل هذا السلوك.

رفضت سيلفيا بورويل، رئيسة الجامعة الأميركية، قرارًا من المجلس الجامعي بإنهاء الاستثمارات والشراكات مع إسرائيل، معتبرة في بيان أنّ "مثل هذه الأفعال تهدد الحرية الأكاديمية، والتعبير الحر المحترم عن الأفكار ووجهات النظر، وقيم الإدماج والانتماء التي تعتبر أساسية لمجتمعنا".

وفي جامعة يال، حيث اعتقلت الشرطة العشرات من الطلاب المتظاهرين يوم الاثنين، أشار الرئيس بيتر سالوفي في رسالة إلى الحرم الجامعي إلى أنّه بعد الاستماع إلى الطلاب، أوصت اللجنة الاستشارية لمسؤولية المستثمرين بالجامعة بعدم سحب الاستثمارات من شركات تصنيع الأسلحة العسكرية.

من جهته، قالت مينوش شفيق رئيسة جامعة كولومبيا، إنّه يجب أن تكون هناك "محادثات جادة حول كيف يًمكن أن تُساعد الجامعة في ما يحصل في الشرق الأوسط، لكن لا يمكن أن نقبل بأن تُملي مجموعة واحدة الشروط علينا".

بينما أوضح معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بيان، أنّ المتظاهرين حظوا "باهتمام القيادة الكامل، الذين كانوا يجتمعون ويتحدثون مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين بشكل مستمر".

ما هو حجم الأموال التي تتلقاها الجامعات من إسرائيل؟

في العديد من الجامعات، يقول الطلاب إنّهم لا يعرفون مدى ارتباط كلياتهم بإسرائيل. فالجامعات التي تتلقّى الكثير من المنح، توزّع أموالها عبر مجموعة واسعة من الاستثمارات، وقد يكون من الصعب أو المستحيل تحديد وجهة كل هذه الأموال.

وتطلب وزارة التعليم الأميركية من الكليات الإبلاغ عن الهدايا والعقود الواردة من مصادر أجنبية، ولكن كانت هناك مشاكل تتعلّق بعدم الإبلاغ، بينما تتهرّب الكليات أحيانًا من الإبلاغ عبر توجيه الأموال من خلال مؤسسات منفصلة تعمل نيابة عنها.

ووفقًا لقاعدة بيانات وزارة التعليم، فقد أبلغت حوالي 100 كلية أميركية عن تلقيها هدايا أو عقود من إسرائيل يبلغ مجموعها 375 مليون دولار على مدى العقدين الماضيين. ومع ذلك، لا تُشير البيانات إلا إلى القليل عن مصدر الأموال أو كيفية استخدامها.

نشر طلاب في معهد ماساتشوستس أسماء باحثين يتلقّون أموالًا من وزارة الدفاع الإسرائيلية
نشر طلاب في معهد ماساتشوستس أسماء باحثين يتلقّون أموالًا من وزارة الدفاع الإسرائيلية -اسوشييتد برس

وفي هذا السياق، نشر بعض الطلاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أسماء العديد من الباحثين الذين يتلقّون أموالًا من وزارة الدفاع الإسرائيلية لمشاريع يقول الطلاب إنّها يُمكن أن تُساعد في صناعة المسيّرات والحماية من الصواريخ.

ويقول الطلاب المؤيدون للفلسطينيين إنّ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تلقّى أكثر من 11 مليون دولار من وزارة الدفاع الإسرائيلية على مدى العقد الماضي.

ولم يستجب مسؤولو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لطلب من وكالة اسوشييتد برس للتعليق.

وأوضح كوين بيريان الذي يقود مجموعة طلابية يهودية تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة للوكالة، أنّ "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا متواطئ بشكل مباشر مع كل هذا"، مضيفًا أنّ هناك "زخمًا متزايدًا لمحاسبة الكليات على أي دور تلعبه في دعم الجيش الإسرائيلي".

وقال: "إنّهم يجبروننا كطلاب، على أن نكون متواطئين في هذه الإبادة الجماعية".

من جهتهم، نصب طلاب جامعة ميشيغان مخيمًا في ساحة الحرم الجامعي أمس الثلاثاء للمطالبة بإنهاء الاستثمارات المالية مع إسرائيل. ويقولون إنّ الجامعة ترسل أكثر من 6 مليارات دولار لمديري الاستثمار الذين يستفيدون من الشركات أو المقاولين الإسرائيليين.

كما أشاروا إلى الاستثمارات في الشركات التي تنتج طائرات بدون طيار أو طائرات حربية تستخدم في إسرائيل، وفي منتجات المراقبة المستخدمة عند نقاط التفتيش في غزة.

غير أنّ مسؤولين في جامعة ميشيغان نفوا وجود أي استثمارات مباشرة مع الشركات الإسرائيلية، مشيرين إلى أنّ الاستثمارات غير المباشرة غير الأموال تصل إلى 1% من المنح الجامعية البالغة 18 مليار دولار. ورفضت الجامعة الدعوات لسحب الاستثمارات، مشيرة إلى سياسة عمرها 20 عامًا تقريبًا "تحمي استثمارات الجامعة من الضغوط السياسية".

ما الخطوة التالية للطلاب؟

يُطالب الطلاب المتظاهرون في جامعتي هارفارد ويال بقدر أكبر من الشفافية، إلى جانب دعواتهم لسحب الاستثمارات.

وكانت الشفافية أحد المطالب الرئيسية في كلية إيمرسون، حيث نصب 80 طالبًا ومؤيدين آخرين خيمًا في ساحة الحرم الجامعي بوسط مدينة بوسطن أمس الثلاثاء.

واصطفت 12 خيمة تحمل شعارات من بينها "غزة حرة"، و"لا دولار أميركي لإسرائيل" على مدخل الساحة.

قال أوين بوكستون الطالب في مجال السينما: "أود العودة إلى المنزل والاستحمام، لكنني لن أغادر حتى نُحقّق مطالبنا أو تعتقلني الشرطة".

المصادر:
العربي - أسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close