شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية، عدة غارات على منازل في شرقي رفح جنوب قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد 5 أشخاص من عائلة واحدة، وجرح آخرين نُقلوا جميعًا إلى مستشفى يوسف النجار.
ولفت مراسل "العربي" في دير البلح وسط قطاع غزة عبد الله مقداد إلى أن جيش الاحتلال يمارس عملية تسخين ممنهجة لهذه الجبهة من خلال تنفيذ عدة غارات على رفح.
ويسيطر الهدوء الحذر على المشهد وسط القطاع بعد أن أطلقت مدفعية الاحتلال قذائف متفرقة باتجاه منطقتَي الزهراء والمغراقة ومنطقة وادي غزة.
كما استهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة غزة وبلدة بيت لاهيا ومنطقة شرق جباليا شمال قطاع غزة، بحسب مراسلنا.
القسام تعلن قنص ضابط واستهداف قوتين للاحتلال
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء الأربعاء، قنص ضابط إسرائيلي وإيقاع قوتين من جيش الاحتلال في كمينَي ألغام بقطاع غزة.
وقالت القسام، في بيانات عدة عبر منصة "تلغرام": إن عناصرها "استدرجوا قوتين صهيونيتين بآلياتهما، وأوقعوهما في كمينَي ألغام منفصلين" بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة.
وأوضحت أنها استخدمت في الكمينين "عبوات ناسفة وصواريخ إف 16 تم إطلاقها من قبل جيش الاحتلال على المدنيين (في غزة) ولم تنفجر".
كما ذكرت القسام أنها "دكّت بقذائف الهاون من العيار الثقيل" قوات إسرائيلية موجودة في محور نتساريم، الذي يقسم شمال القطاع عن جنوبه.
ونشرت القسام مقطع فيديو لما قالت إنه "قنص ضابط إسرائيلي في مدينة بيت حانون" شمالي قطاع غزة.
جيش الاحتلال يستعد لاجتياح رفح
إلى ذلك، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن لواءَي احتياط سيدخلان إلى قطاع غزة قريبًا بدلًا من لواء ناحال، الذي سينسحب للتحضير لعملية رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "إنه جنّد لواءي احتياط لمتابعة العمليات العسكرية في قطاع غزة تحت قيادة الفرقة 99، وأضاف أن اللواءين قاما بعمليات على الحدود الشمالية واستعدا على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ مهامهما في قطاع غزة.
إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير بوزارة الأمن الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح ومهاجمة المدينة، رغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية.
وذكر متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل "ستمضي قدمًا" في عملية برية لكنّه لم يحدّد جدولًا زمنيًا.
وكشف المسؤول بوزارة الدفاع أن الوزارة اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 أشخاص و12 شخصًا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي صفوفًا من الخيام البيضاء مربعة الشكل في خانيونس، التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلومترات.
كما حصلت "وكالة رويترز" على صور من شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الصناعية تظهر مخيمات على أرض خانيونس كانت خالية قبل أسابيع.
وقال مصدر بالحكومة الإسرائيلية إن مجلس وزراء الحرب، الذي يرأسه نتنياهو يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين في عملية من المتوقع أن تستغرق نحو شهر.
وأشار المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إلى أن الجيش قد يبدأ العمل على الفور، لكنه ينتظر الضوء الأخضر من نتنياهو.
ويلوذ برفح المتاخمة للحدود المصرية أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ نصف عام على قطاع غزة، ويؤكدون أن احتمال النزوح مرة أخرى يثير رعبهم.